أفضل اللحظات التي يمكن للمرء أن يتأمل فيها مسيرة حياة الإنسان هي تلك الساعة التي يقف على أعتاب الموت، حيث تتجلى أمامه مظاهر الضعف إلى جانب صور القوة التي كانت ملازمة له في الأزمان المنصرمة. وبجوار المشاهد المؤلمة التي تثير الأسى، تلوح في الأفق صورٌ مشرقة من أيام زهت بالحياة والفرح. ولا ريب أن إدراك عظمة الموت وهيبته يتعاظم عندما يُرافق ذلك إبهار السلطان وجلالته.
يقدم هذا الكتاب، الذي ألفه كامل الكيلاني، نظرة تاريخية عميقة، إذ يعيد استحضار مجموعة من اللحظات الفاصلة في تاريخ الإسلام. يسرد لنا اللحظات الأخيرة في حياة خلفاء المسلمين، مثل عثمان بن عفان - رضي الله عنه - الذي قُتل ظلمًا وحُرم من الدفن اللائق لثلاثة أيام قبل أن يُدفن خلسة. وكذلك الأمين، الذي طالب بالنجاة دون أن يجد من ينقذه، وغيرهم من الشخصيات التي خُلِّدت نهاياتها في الذاكرة التاريخية. تلك الروايات تشد القارئ لاستكناه عظمة تلك الأزمنة وما احتوته من دروس بليغة.
