كتب أحمد شوقي رواية "لادياس الفاتنة" أو "آخر الفراعنة" في عام ١٨٩٩م، وهي رواية نثرية تاريخية اتخذت من اليونان ومصر القديمتين مساحة لأحداثها. يتمحور زمن الرواية في العهد الفرعوني، وقد استخدم شوقي الحب كنقطة انطلاق لتبني الأحداث التاريخية، على غرار كتابة الروايات الأولى في الأدب العربي.
تجسد "لادياس الفاتنة" تجربة أدبية تاريخية تعكس الواقع الوطني كما يراه شوقي في ذلك الوقت. تتناول الرواية مظاهر التنازع والصراع بين قادة الجيش والشعب من جهة، وبين الحاكم ومستشاريه من جهة أخرى. يُرصد من خلالها الصراع على السلطة والاضطرابات الداخلية. تنقلب الرواية إلى رؤية ضمنية لثورة عرابي على الخديوي توفيق، حيث أراد شوقي التحذير والإشارة بالرموز والإيماءات عندما يصبح الكلام المباشر غير قادر على التعبير عن الأفكار.
باعتبارها معلمًا في التاريخ وواعظًا بالمثل، يعكف شوقي على تقديم رؤيته المتجددة للماضي والحاضر، مُحذرًا بذكاء من التحديات السياسية والاجتماعية التي قد تعصف بالأمم والمجتمعات. تعتبر "لادياس الفاتنة" تحفة أدبية استوحاها شوقي من الأحداث والمشاعر التي أحاطت به في عصره، ولا تزال تثير إعجاب القراء والنقاد حتى اليوم.
