هذا الكتابُ ...كتبه مؤلفه بالدموع والزفرات... ، وقد جَهِدَ أن يخطه قولًا وعملًا من داخل أرض غزة الجريحة الجارحة، نصرةً لأهلها ،ولو بغسل أقدام أطفالها وشيوخها، وحمل عجائزها، وتنظيف نعال مقاتليها ، ويقول: يا ليتني أحظى بِنِعالِ بعضهم، إذا ً لوضتعها تيجانًا على رأسي ورؤوس أهلي وأولادي...،فلم يكن بد ٌّ - وقد مُنِعَ من الكتابة من أرضها- أن يكتب عن أرضها...
هذا الكتابُ ... متابعةٌ تأريخيةٌ فقهيةٌ لحادثة "طوفان الأقصى" وتوابعها وتداعياتها، وما أحاط بها من أول يوم إلى آخر كلمة خَطَّها القلمُ، يُقَعِّدُ المؤلف فيه ويُؤَصِّلُ ما جرى ويجري وفق قواعد الفقه الإسلامي... ، متابعةٌ لا مجاملةَ فيها ولا مداهنةَ....ولا عبرة فيها لتاريخ فلان في الصلاح والزهد إذا خالف قولُهُ أو فعلُهُ تلك القواعِدَ....
هذا الكتابُ .... يَذُمُّ ما يَذُمُّهُ الشرعُ...، ويمدح ما يمدحه الشرع، يحاكمُ الأقوالَ والأفعالَ والحوادثَ ما ثَبَتَ منها وتَوَثَّقَ ، بعيدًا عن النيات المكنونة، والمُسْتَتَرِ في القاعات الموصدة، والغرفِ المغلقة المكتومة...
هذا الكتابُ ... محاولةٌ جادَّةٌ علمية في سبيل فهم صحيح، ثم عملٍ نَجِيحٍ وفق موازين الفقهاء ومناهج العلماء، وهو خطوة راشدة عازمة نحو تجديد دور العلماء الربانيين ،والفقهاء الراسخين ، الصَّادِعينَ بالحق... إبراء ً للذمة، ونصحا ً للأمة...
هذا الكتابُ ... بوابةٌ واسعةٌ مُشْرَعَةٌ مُسْتَبْصِرَةٌ لمستقبلٍ واعِدٍ مُفْعَمٍ بالأمل والعمل، وهو في الوقت نفسه سَدٌّ منيع دونَ العابثين بمصالح الأمة الخائنين لأماناتها، الخادعين لأنفسهم وللمسلمين بإشغالهم بتوافه المسائل، وقشورالمعارف، وفضول العلم



