في أدب مصر الفاطمية

في الوقت الذي نرى فيه بعض المؤلفات تذهب إلى أن الفاطميين أقاموا دولتهم على أساس ديني إسلامي، وأن الخلفاء الفاطميين اتخذوا سندهم من نِسْبتِهم إلى الرسول الكريمﷺ، وأن الفاطميين احتفلوا بالأعياد الدينية الإسلامية احتفالًا لم يُعهد من قبلُ، وأنهم أسَّسوا المساجد لإقامة الصلوات، وكانوا يخرجون لإمامة الناس والخطبة في الأعياد، إلى غير ذلك من المظاهر التي تُشعِر بأن الفاطميين كانوا من أشد الناس حرصًا على الإسلام وتقاليد المسلمين، في الوقت نفسه نرى هذه الكتب أيضًا تذهب إلى أن الفاطميين كانوا يقولون بالإباحة وتحليل ما حرَّمه الله تعالى، ونبذوا الصلاة والصوم والحج، بل عملوا على طرح الأديان، ودانوا بالتناسخ والحلول والتلاشي، وادَّعوا معرفة الغيب … إلى غير ذلك.

قرأنا ذلك كله، وعجبنا أشد العجب لهذا التناقض الذي وقع فيه القدماء والمحدثون، فحرص المؤلف على أن يرجع إلى كتب دعوة الفاطميين، وينتابك العجب أن القاهرة التي أنشأها الفاطميون وكانت قاعدة ملكهم الواسع، لا تحتفظ بكتاب واحد من كُتُب الدعوة، فسعى المؤلف إلى البحث في غير مصر، وكان السعي شاقًّا عسيرًا كلَّفه من الجهد والمال الشيء الكثير، رغبة في الوصول للحقيقة

Commencez votre essai gratuit de 14 jours

  • Accès complet à des centaines de milliers de livres audio, d’e-books et de magazines dans notre bibliothèque
  • Créez jusqu'à 4 profils — y compris des profils enfants
  • Lisez et écoutez hors ligne
  • Abonnements à partir de 9,99 € par mois
Essayer gratuitement

Sans engagement

في أدب مصر الفاطمية

في الوقت الذي نرى فيه بعض المؤلفات تذهب إلى أن الفاطميين أقاموا دولتهم على أساس ديني إسلامي، وأن الخلفاء الفاطميين اتخذوا سندهم من نِسْبتِهم إلى الرسول الكريمﷺ، وأن الفاطميين احتفلوا بالأعياد الدينية الإسلامية احتفالًا لم يُعهد من قبلُ، وأنهم أسَّسوا المساجد لإقامة الصلوات، وكانوا يخرجون لإمامة الناس والخطبة في الأعياد، إلى غير ذلك من المظاهر التي تُشعِر بأن الفاطميين كانوا من أشد الناس حرصًا على الإسلام وتقاليد المسلمين، في الوقت نفسه نرى هذه الكتب أيضًا تذهب إلى أن الفاطميين كانوا يقولون بالإباحة وتحليل ما حرَّمه الله تعالى، ونبذوا الصلاة والصوم والحج، بل عملوا على طرح الأديان، ودانوا بالتناسخ والحلول والتلاشي، وادَّعوا معرفة الغيب … إلى غير ذلك.

قرأنا ذلك كله، وعجبنا أشد العجب لهذا التناقض الذي وقع فيه القدماء والمحدثون، فحرص المؤلف على أن يرجع إلى كتب دعوة الفاطميين، وينتابك العجب أن القاهرة التي أنشأها الفاطميون وكانت قاعدة ملكهم الواسع، لا تحتفظ بكتاب واحد من كُتُب الدعوة، فسعى المؤلف إلى البحث في غير مصر، وكان السعي شاقًّا عسيرًا كلَّفه من الجهد والمال الشيء الكثير، رغبة في الوصول للحقيقة


Durée :

  • 772 pages

Langue :

arabe