لستُ أريد بهذا الكتاب إلى شيء إلا النقد الذي يسمونه بريئًا في هذه الأيام، والنقد الذي يُوجَّه إلى ألوان من الحياة لا إلى أفراد بأعينهم من الناس. ومن المحقَّق أني لم أخترع هذا الكلام من لا شيء، ولم أشتقَّ هذه الصور من الهواء، ولم ألتمسها في الصين ولا في اليابان ولا في بلاد الهند والسند، وإنما أنا أعيش في مصر، وأشارك المصريين في الحياة التي يحيونها، وآخِذ بحظِّي مما في هذه الحياة مما يُرضِي وما يُسْخِط، وأنا بعد ذلك أعرف أقطارًا من الأرض سافرت إليها وأقمت فيها، أو قرأت عنها في الكتب والأسفار، وأنا بعد هذا وذاك أعرف أجيالًا من الناس عشتُ بينهم، أو قرأت أخبارهم وعرفت آثارهم فيما استطعت أن أظهر عليه من آثار الناس في الشرق والغرب، وفي الشمال والجنوب. ولستُ أزعم كما زعم أبو العلاء أني أعرف الناس جميعًا، وأني قد تلوت أجيال الناس جميعًا؛ فقد كان أبو العلاء غاليًا حين قال: مَا مَرَّ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا بَنُو زَمَنٍ.. إِلَّا وَعِنْدِي مِنْ أَنْبَائِهِمْ طَرَفُ.. طه حسين
الفتنة الكبرى : عثمان
طه حسين
bookالأيام : الجزء الثالث
طه حسين
bookالأيام : الجزء الأول والثاني
طه حسين
bookالشيخان
طه حسين
bookالفتنة الكبرى : علي وبنوه
طه حسين
bookالوعد الحق
طه حسين
bookدعاء الكروان
طه حسين
bookفى الشعر الجاهلى
طه حسين
bookألوان
طه حسين
bookمن أدب التمثيل الغربي
طه حسين
bookتجديد ذكرى أبي العلاء
طه حسين
bookأحلام شهرزاد
طه حسين
book